searchform

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

العلاقة بين الدعوة والدعاية

0 التعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم



هنا قمت بعمل بحث لطلاب قسم الصحافة والإعلام وهو يتمحور حول




العلاقة بين الدَّعوة والدِّعاية


وهذا البحث خاص بمساق الإعلام الإسلامي للمستوي الثاني .



كلمة"الدَّعوة" مشتقة من الفعل: دعا، يدعو، دعاء، ودعاوة، ودعاية، بمعنى:حَثَّ، وطَلَبَ، ونادى، ورغَّبَ. فدعاه إلى الأمر: يعني ساقه إليه، وحثَّه عليه.
ودعا الرجل دَعْوَاًودعاءً: ناداه، والاسم: الدَّعوة .
والدعوة إلى الله هيالدعوة إلى دينه الذي بعث به رُسُلَه، وجدَّده على لسان خاتمهم محمد بن عبد اللهصلى الله عليه وسلم .
وكلمة"الدعاية" مشتقة من نفس الفعل دعا، يدعو، دعاية، نحو: شكا، يشكو، شكاية،بمعنى: الاستمالة، والترغيب، والتحبيب، والحثّ، ونشر القيم والمبادئ.
وقد تقدَّم أنَّ قولهصلى الله عليه وسلم : (أدعوك بدعاية الإسلام)، أي بدعوته . وأنَّ كلمة"الدعاية" تعني: الدعوة إلى مذهبٍ أو رأيٍ بالكتابة أو بالخطابة ونحوهما.
ويتَّضح مّما سبقأنَّ كلمة "الدعوة"، وكلمة "الدعاية" أصلهما اللُّغوي واحد،وأنَّ اشتقاقهما من الفعل "دعا".
أمَّا من حيثالاصطلاح، فقد ذهب بعض علماء الاتصال إلى التفريق بينهما، وأنَّ كل مصطلح يدلُّعلى معنى مغايرٍ لما يدلُّ عليه المصطلح الآخر.
وذهب فريق آخر منالعلماء إلى أنَّ اللفظيْن قد يدلان على شيءٍ واحد، وإنْ كان يُفضِّل هذا الفريقتسميتها بالدعوة بدل الدعاية، وذلك لما شاب الدعاية من سوء الاستخدام، والكذب،والتحريف، والتضليل، وغيرها من الشوائب التي تتصف بها الدعاية السوداء والرمادية.

آراء الفريق الأول: 



يرى هذا الفريق أنَّهناك اختلافات بين الدعوة والدعاية، فالدعوة عندهم تقوم عادةً على شيءٍ جديدٍ كلالجدَّة كالدعوات الدينية، ودعوات الإصلاح الاجتماعي، أو الدعوة إلى فكرٍ سياسيٍّ،أو مذهبٍ اقتصاديٍّ جديد.

فالدعوة إلى نبذالقديم وسلوك الجديد دعوة وليست دعاية، فالدعاية هي لما هو قائم وماثل، والدعوة هيلشيءٍ جديد يخرج به صاحبه إلى الناس داعياً إيَّاهم إليه، وقد تكون الدعوة لشيءٍقائمٍ وماثلٍ فعلاً، ولكن البعض لا يعرفونه، كالدعوة إلى الإسلام بين جماعاتٍ لاتعرفه.

فالدعوة ترمي إلىتغيير مفهوم قديم بآخر جديد، وفي هذا تحرُّر من عامل الشك الذي يلتبس بالدعاية.فإذا كانت الدعاية عملية استهواء، فإنَّ الدعوة عملية إقناع، وإنْ كان الاستهواءيرمي إلى الإقناع أو يؤدي إلى الاقتناع.

والخيط الدقيق الذييفصل بين الدعوة والدعاية، أنَّ الدعوة تلتزم بأفق ثابت لا يتغيَّر، الغاية فيهابيِّنة واضحة، تسفر عن نفسها في قوةٍ وجلاء، لا تلتوي ولا تتحيَّف، ولكن الدعايةوإنْ التزمت بالغاية فإنها تتخذ إلى غايتها مسارب شتى للاستهواء، لا تعنيهاالحقيقة قدر ما تعنيها الغاية، فأي وسيلة للاستهواء هي المُثلى. وقد يلُفُّهاالطمع والنفع، فالناس ينكرون ويؤيدون تبعاً لما يجُرُّه عليهم التأييد أو الإنكارمن منفعةٍ أو مضرَّة .

كما يرى هذا الفريقأنَّ الدعوة تعني في الغالب نشر فكرة معيَّنة بهدف إقناع الآخرين بها، مستخدمين فيذلك الحُجَّة والمنطق والتفكير العلمي السليم. وهذه الفكرة تكون غالباً ذات مضمونديني أو عقائدي أو سياسي معيَّن.

أمَّا الدعاية فهي فيالغالب تُستخدم للترويج لوجهة نظر معيَّنة بغرض اكتساب الأنصار لها، وهي ليستإلاَّ تسلُّطاً على الأفراد بوصفهم أعضاء في مجتمع ابتغاء السيطرة على أفكارهموأفعالهم، وتوجيهها وجهة معيَّنة. والدعاية لا تقول الحق دائماً، ولا تجري علىوتيرة واحدة، بل تتنوَّع، وقد تُؤثِّر بطريقةٍ لا شعورية .

من الفروق كذلك بينالدعوة والدعاية عند هذا الفريق، أنَّ الدعاية تفرض حصاراً فكرياً لموضع الهجوم،بحيث تقود الفرد إلى شيءٍ ما كان يقبله لولا عملية الهجوم النفسي. وهي لا تفترضانتماءً عقدياً معيَّناً، ولا تتجه إلاَّ إلى شخصٍ يقتنع أو على استعداد لأنيقتنع، كما أنها منطق مُفتَرض يعتمد على الحُجج الجزئية النوعية، وتبدأ منالاقتناع بالجزئيات، والتي من خلال الاقتناع بها، لا بُدَّ أنْ ينتهي الفرد إلىتقبُّل وُجهة نظر معيَّنة.

ولا يرتبط مُستقبِلالدعاية بمصدرها بأي رابطة تفرض عليه الاستماع أو التجاهل، وتعتمد على الإثارةلتحريك الجماهير لعمل لحظي ومباشر، تحت تأثير انفعال وقتي.

أمَّا الدعوة فإنهاتتسم بالصدق، وتقوم على الصراحة، وتسعى إلى الحقيقة، كما أنها تفترض انتماءًعقدياً معيَّناً، ولذلك لا تتجه إلاَّ إلى شخص يؤمن أو على استعداد لأن يؤمن،وتفرض تقبُّل الرسالة في كمالها وكلياتها، وابتداءً من هذا القبول ينبع الإيمانبالجزئيات. ويرتبط مُستقبِل الدعوة فيها بمصدرها بصلة روحية، كما أنها تستهدف منخلال التوعية والثقة نقل الجماهير في المدى البعيد من مرحلة في الفهم إلى مرحلةأكثر تقدُّماً، ويقوم هذا الوعي على الفهم العميق، وعلى الحقيقة وحدها .

آراء الفريق الثاني:


يرى هذا الفريق أنَّكلا اللفظيْن يدُلُّ على معنى واحد، وأنَّ الدعوة والدعاية يأتيان بمعنى واحد وهوالدعوة إلى مذهب أو رأي بالكتابة أو الخطابة أو غيرهما. وكلاهما يدلُّ علىالتحبيب، والحثّ، والترغيب في الأمر المدعوِّ له. وإنْ كان هذا الفريق يُفضِّلتسمية الرسالة الإسلامية ومبادئها بالدعوة الإسلامية بدل الدعاية الإسلامية، لالشيءٍ إلاَّ لأنَّ لفظ الدعاية أصبح يرتبط عند الكثيرين بالكذب، والتحريف،والتضليل، وذلك نتيجة للاستخدام السيئ للدعاية من قبل أعداء الإسلام، وتوجيههالخدمة أغراضهم الخبيثة ومآربهم الباطلة.

يرى هذا الفريق أنَّكلمة "الدعاية" يمكن أنْ تُطلق على الدعوة، وأنَّ مصطلح الدعاية قديدُلُّ على الجهود التي تُبذل من أجل الدعوة إلى دينٍ أو عقيدة، وذلك لأنَّ كلمة"الدعاية" مشتقة من نفس الفعل، دعا يدعو، بمعنى: الاستمالة، والترغيب،والتحبيب، والحثّ، ونشر القيم والمبادئ .

وقد تكرَّرت كلمة"الدعوة" في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم ومكاتباته إلى الملوكوالأمراء، في حملته الإعلامية الكبرى إلى العالم في السنة السادسة للهجرة، داعياًإيَّاهم إلى الإسلام.

وقد ظلت هذه الكلمةمن الكلمات الطيِّبة، ولا زالت تحمل نفس المعاني السامية في المفهوم الإسلامي. كماأنَّ الدعوة إلى شيء هي الترغيب في هذا الشيء، أو بمعنى آخر: الدعاية له، ونحن لانسيئ إلى الدين إذا قلنا إنَّ العمل الذي قام به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلممن أجل هذا الدين هو دعاية طيِّبة له، ما دامت الدعاية في ذاتها لها معنيان علىالأقل: الدعاية الطيِّبة أو البيضاء، والدعاية الخبيثة أو السوداء .


يمكنك تحميل الملف الكامل 


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Subscribe

 
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...