searchform

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

حوار بين الحق والباطل

0 التعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم





حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد 


فقال لي :عليك ليل طويل فارقد .

قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة

قال :الأوقات طويلة عريضة


قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة 

قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة


فما قمت حتى طلعت الشمس ... 

فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات 


وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار


فقلت: أشغلتني عن الدعاء

قال: دعه إلى المساء 


وعزمت على المتاب ، فقال: تمتع بالشباب !

قلت: أخشى الموت

قال: عمرك لا يفوت ... 


وجئت لأحفظ المثاني 

قال: روّح نفسك بالأغاني

قلت: هي حرام

قال: لبعض العلماء كلام! 

قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة

قال: كلها ضعيفة 


ومرت حسناء فغضضت البصر 

قال: ماذا في النظر؟

قلت: فيه خطر 

قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال 



وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق ..

فقال: ما سبب هذه السفرة ؟ 

قلت: لآخذ عمرة 

فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة

قلت: لابد من إصلاح الأحوال 

قال: الجنة لاتدخل بالأعمال


فلما ذهبت لألقي نصيحة ..

قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة

قلت: هذا نفع العباد 

فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد 

قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص؟ 

قال : أجيبك على العام والخاص 

قلت : أحمد بن حنبل؟ 

قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل 

قلت : فابن تيمية؟ 

قال : ضرباته على رأسي باليومية 

قلت : فالبخاري؟ 

قال : أحرق بكتابه داري 

قلت : فالحجاج ؟ 

قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج 

قلت : فرعون ؟ 

قال : له منا كل نصر وعون 

قلت : فصلاح الدين بطل حطين؟ 

قال : دعه فقد مرغنا بالطين 

قلت : محمد بن عبدالوهاب؟ 

قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب 

قلت : أبوجهل؟ 

قال : نحن له أخوة وأهل 

قلت : فأبو لهب ؟ 

قال : نحن معه أينما ذهب ! 

قلت : فلينين؟ 

قال : ربطناه في النار مع استالين 

قلت : فالمجلات الخليعة ؟ 

قال : هي لنا شريعة 

قلت : فالدشوش ؟ 

قال : نجعل الناس بها كالوحوش 

قلت : فالمقاهي ؟ 

قال : نرحب فيها بكل لاهي 

قلت : ما هو ذكركم؟ 

قال : الأغاني 

قلت : وعملكم؟ 

قال : الأماني 

قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟ 

قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق 

قلت : فحزب البحث الاشتراكي ؟ 

قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي 

قلت : كيف تضلّ الناس ؟ 

قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات 

قلت : كيف تضلّ النساء ؟ 

قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور 

قلت : فكيف تضلّ العلماء؟ 

قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور 

قلت : كيف تضلّ العامة ؟ 

قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة 

قلت : فكيف تضلّ التجار ؟ 

قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات 

قلت : فكيف تضلّ الشباب ؟ 

قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام 

قلت : فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟ 

قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة 

قلت : فأبو نواس؟ 

قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس 

قلت : فأهل الحداثة؟ 

قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة 

قلت : فالعلمانية؟ 

قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني 

قلت : فما تقول في واشنطن؟ 

قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن 

قلت : فما رأيك في الدعاة ؟ 

قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت 

قلت : فما تقول في الصحف ؟ 

قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف 

قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟ 

قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم 

قلت : فما فعلت في الغراب ؟ 

قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب 

قلت : فما فعلت بقارون ؟ 

قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز 

قلت : فماذا قلت لفرعون ؟ 

قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر 

قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟ 

قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم 

قلت : فماذا يقتلك ؟ 

قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي 

قلت : فما أحب الناس اليك ؟ 

قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون 

قلت : فما أبغض الناس اليك ؟ 

قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد 

قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Subscribe

 
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...